(1)
ذراتٌ عمياء لإرادةٍ ما .. التقت
أنت
ويومًا ما .. ستفترق
والعالم سريع النسيان .
(2)
لم تُخلَق العصافير
إلا لكي تغني
لم يُخلَق الحجر الصامت
إلا ليصغي للغناء
وأنا بين شدوها وصمته
زمنٌ ضائعُ
ظِلٌ راحلٌ .. لعابر سبيل .
(3)
لا تنظر وراءها أبدا
السفنُ التي غادرت شاطئا
لا ينظر أمامه أبدا
قلبٌ تعلق بذكراكِ
كهرمان لا يلمع كحنانكِ
هو حجارة
حجرٌ صامت كحزنكِ
واحدٌ .. من أهلي .
(4)
السمكة .. والشص ّ ..
شوق الظمآن إلى الرحلة
وحنين العطشى للقاء المحبوب
الخيانة ..
نسبةٌ خاطئةٌ
بين نِيّتين.
(5)
بين الثمرة و الشجرة ..
يقف الغصن .. واصلا
بين قلبي وحنان خالقه
تقفين كغصن..
(6)
هذا العشب لا يَمُتُّ بصلة لي
لكنه ادّعى لنارك أنني أحترق شوقا
ليست من أقاربك هذه السماء
لكنها أوحت لروحي حنان وجهك
إن لم يطعننا هذا الحنين
إن لم تقتلنا تلك المحبة
متى سنبدأ ….
رحلة الحياة !
(7)
ورقة صفصاف
طافية على ظهر الموج
أتتهم ..
حياتُه ..
حجرٌ يرقد
في الأعماق
كانت..
حياتهم ..
ولا شيء بينهما إلا
ماءُ الهجر
الحنين
الذي لا يلمس القاع .
(8)
بين جسد ومدينة
تترحل لغة
حُقَبٌ تتطوح بين الرمل الميت
وهجرة قافلة للغرباء
كيف أجعل من الرصاصة مجازا
والحرف قتيلا
أنا الحائر بين الشط
وشفة المحبوب .
(9)
مدينة لا تصغي لغرائز عُكّازه
سماء لا تقترب
إلا لتبعد ..
بين بحر وامرأة
يتخير غرقا ..
بين نهد وعصفور
يستعذب منفى
أحدهما سيقسم ألا يعود إليه
متى يهجره
والآخر لن يمنحه وصالا
يُغنيه عن الترحال.
(10)
حطبٌ جاف
لن ينتشي
بقدوم الربيع ..
روح مهاجرة
لا تفضي للينابيع بأسماء
خائنيها ..
بين قسوة الأمواج
وأنين المجداف
تبحث الأحجار عن حقيقتها ..
بين صمت التبّةِ
ومناجاة قلب
تفتش الرصاصة
عن جدار.
(11)
رياح تحمل أخبارا سارة
لشجر يتأهب لسقوط أوراقه
ابتهاجا بميلاد براعم جديدة
هي من أهلك القافلة عن آخرها
وجعل الوعل المترقب فوق الهضبة
وسط العاصفة الرملية
لا يتوقع سقوط الأمطار ..
الطيور لا يمكنها أن ترحل بعيدا
من دون تصادم
هكذا يعتقد الطائر الأعمى
الغريق لا يمكنه أن يختنق في القاع
هكذا تؤمن الأسماك
القلب لا يمكنه أن يفتح بابه
إلا لواحد
هكذا يهجس اللحد
الأحياء لا يمكنهم أن ينسونا أبدا
هكذا يتصور الأموات
الجنة لا تزيد عن شبرين
هذا ما يوقن به الجنين
حِفْنَتَا تُرابٍ معا
أنا وأنتِ
ماذا سيعني العالم لدينا
إن لم نستطع أن نؤمن
ببعض الأوهام.