لغةٌ لا يسكنها/ منذر حسن

الفوضى..

لا تكترث لخطوط الطول و العرض،

حين تحتضنُ الدّوائر.

.

ارمِ قلبك في البحر،

البحرُ لن يضيِّعه.

.

وسمعتُ من أقصى الماءِ غرقى يحتفونَ بالولادة.

وكانت عيناكِ تهمسان:

لنا أن نُهزَم،

أن نكسر مزهرياتنا العميقة،

ولنا أن نحتفي بالعشب،

وأن..

نغرق.

…………………

هو..ليسَ أحداً،

بالكادِ يعتصرُ نفسه أمام مرآتك،

لكي يُرى.

.

يمكنُ للصورة أن تنهضَ من رأسه، وهو يقدّم لزبائنه خمرة ًرخيصةً،

أو يتلمّظُ على كأس،

أو تفرّ منهُ، آنَ يهذي مع ثيابه الدّاخليّة، أو مع منفضةِ سجائر.

وكأيِّ مصابٍ بالشيزوفرينيا، يتقلّدُ هيئةَ راعٍ، ويهشُّ أبناءه الآخرين.

.

هو..لم يعد يوميّاً،

فكلماته فقدت صلاحيتها منذ أمدٍ بعيد،

ولن تجديه لغةٌ لا يسكنها.

.

أعمشٌ من لا يجيدُ لغتي،

همستِ الزهرة البريّة، التي يرتجف قلبها كطيرٍ، كلّما خذلها الهواء.

و الخفافيش قالت: أن لا خجل حين تلتقيه، ستهشُّ اسمه، وتخبط العتمةَ وراءها؛

ستهمسُ في إذنيه المسدودتين بصورته:

يا اللا مرئيّ،

اللا أنت،

يا السّاذج البعيد، شبيه الطبائع/العقول،

هل نراكَ!