لقد كان العالم رمادا في البدايات
و الله يحب الرماديين
فقط زلة قلم جعلت من الألوان لمعة في عيون الناس
زين لهم الشيطان البهجة
رغم انها في الأصل كذبة بسيطة
و مدجنة
نحن أبناء الريح
و الريح حزينة
لا تعرف أرضا أو بيتا
رحالا
مثل قلوب المساكين
مثل العاشق المظلوم
مثل حبيبة سرقوها ليلا
و سلموها عضبا للغول
العالم صار غولا
يشبه حائط مبكي مهول
و مكسور
و نحن أبناء الحملان
من عشب فاسد نمت لنا أطراف و خيال
أحببنا القسوة مثل الحب و مثل الوحدة
و تعلمنا الصمت
كل فضائلنا ضعيفة
مثل هوانا الذي ربى هزائمنا
مثل الحزن
مثل القهوة
مثل سقوط هائل من لا شيء
مهزومون و جميلون
لا نشبه هذا العالم أبدا.