كأنها تأويل خطاك/ مروة ملحم
لاذع وبارد، ومحتشد بالخيالات
يشبه النبع الذي سقطت فيه يدي
وأنا أغسلها من صوته ومن أنفاسه
ويشبه حقيقةً تتسع كلما حفرنا أكثر
يصير غابةً ثم بحراً ثم نجماً آفلاً
هذا الحب
كنت أود لو يصير ضوء منارة
ولو أرى حبيبي منعكساً على السماء
بظله الطويل
يعينيه المصوبتين نحو الأعلى
وانشغال يديه
أنساني ما تعرفه العاشقات الصغيرات
ما تقوله أغنيات البحارة العجائز
وأنساني،
أنه لا يمكنك أن تقنعي رجلاً تحبينه
بأن يتريث ريثما تستعيدين يدك الغارقة
ولا يمكنك التفاهم مع المسافة الفاصلة
بين شفتيكِ وعنقه
طالما يعبر الوقت بينكما كصفيرٍ في الليل
فقط خذيه إلى النبع
و أشهديه صعود قبلةٍ من الماء
غائبةٌ ومغيبة
وأحاول أن أسند رأسي لكن جدران المدينة كلها
ذابلة ومغبرة
وأحاول منذ مدة أن أقول له: حبيبي
وأن أجمع دمعاً يكفي للانهيار حزناً
والألم يغيب قليلاً
ويعود قليلاً
مثل مركبٍ متردد
والحياة تحته مالحة وعكرة،
أقول للعالم إني لا أملك بحراً أغرق فيه وحدي
وإني لا أصلح للغرق في بحور الآخرين
وإن صوتي الآن صدئ ومسكين
ويديّ باردتان في القاع
لكن الطريق ينفتح مثل كذبة قديمة
فأختبئ في السر الذي أخفيه عن نفسي
وأقول إنني لم أعرف الحب
والرجل الذي يعض جماله قلبي
يمحوه النهار
ولا يمحو كلامه
امرأة تتضاءل مثل شمعة
لا تستطيع مجابهة الليل وحيدة
وتحب رجلاً ذابلاً ومغروراً
تحب يديه المشغولتين
وظله وعنقه
ومثل كل الذين يتألمون دون ضجيج
تسقط يدها في النبع
وتجفل من البرد والندم
هناك أشياء تحدث فقط لأنك هنا
غليان الماء حين يشرق صوتك
ضجر المرايا من معطفك
ضلال يدي
إذ تناولني مفاتيح الغياب
الأشياء ساحرة في بيتك
تتحرك بلا أقدام
كأنها تأويل خطاك
وحدك
تقف هناك على شرفة جثتك
تسقي نبتة
وتبكي من الحب .
مرتبط
2023-06-02