طيلة هذه السنوات التي عِشتها في حياتي ، لم أقطع كعكة، ولم أنفخ على شمعة. لم أحصل من يدِ أحد على وردةٍ حمراء، أو زجاجة عطر ولو فارغة، لم أعرف أحدًا في حياتي سألني، عن تاريخ ميلادي، مع إنني لا أعرفه. ولأنني من قبيلة مجهولة، لا تؤمن بهذهِ العادات، و لا تعترف بالأحلام، أو الأمنيات ،فقط عندما أموت ستجتمع لأجلي وتحتفل بموتِي الجميل.. وتنادِيني بالذكريات. أنا من شجرة كبيرة فُروعُها يابسة، تذكرتُ لقطة من تلفازِنا القديم، لعائلة تحتفل بعيد ميلاد، فأحببت التجربة، وصنعت لي كعكة من طين، قطعتها بحجر الأيام القاسية، دون شموع، أو أغنية. وقبل أن أوزعَها، على الأطفال الحاضرين معي جاء المطر . هرع الأطفال خوفًا من ذلك المطر. وبقيت أنا أصرخ بأسمائهم وأصيح : الكعكة.. الكعكة، ذابت الكعكة ، وذاب اسمي من فوقها، على صخرة حزينة أسفل الجبل .