قبل أن تلتقطني يد الحطاب/ أشجان حمدي

 

 

أنا الحديد الذي أورثته الحضارة التعب والإجهاد

 قبل أن تلتقطني يد الحطاب،

 وقبل أن يرمي بي الله في دم ٱدم؛

 كنت صغيرا ألهو بين الحجارة

وأنام على ظهري خلف الجبال.

 تمنيت أن ألعب الكرة مع الصغار

 على أطراف الغيط؛

 لكنني صرت قطارا

 لا أعترض وإلا خرجت عن القضبان

 وصرت قاتلا.

 حين يبكي شباكي المكسور، لا أملك مساعدته

 فقط أمضي

 كل المارة والركاب ينظرون في المرٱة

 لكنني وحيد تبغضني المرايا ويخافني الأطفال.

 أوقفوني أسياخا أرفع أعمدة

 وأعلو نحو السماء

 قلت بإمكاني أن أناجي الله

 ليفلتني من قبضة الإسمنت

 لكنه تركني للشمس ولضمير البناء.

 حولوني لطائر كبير بجناحين

 أتنقل بين البلاد والعباد

 قلت حسنا ربما أجد إخوتي هنا أو هناك

 لكن النحاس والقصدير

 كانوا في مهمات أخرى.

 تلتف حولي أسلاك الكهرباء

 لكي لا أصير قاتلا

 هذا البلاستيك الميت

  لا يشعر ولا ينقل الحرارة

 وحين يسخن دمي

 يسيح وتسيل رائحته القبيحة على جسدي.

 أرسل لي صديقي الذهب برسالة عزاء

 قال فيها: لا تحزن يا صديقي

 فحالك أفضل مني

 أنت ترافق المساكين والفقراء

 الحدادون الطيبون في الضواحي

 وتصير أراجيح تهدهد الصغار

 أراك في يدي السجين

 ويظنك السجان تخنقها

 لكنك تعانقها وتقبلها

 وتستغفر له ولا يسمعك غير الله

 لكنني في برجي العاجي

 يقومون بوزني -كل صباح-

 يرفعون أخباري في البورصات العالمية

 وأزين مقاعد الملوك

 تخيل أن تظل مدى الحياة

 تسند ظهور الظالمين..