عري ممتلئ بالحقيقة/ زيزي شوشة

 

حين أموت

سأكون نظيفة حد القسوة

سأصبح حادة،

عندما أسكب الحنان على الأرض

ربما أشبه ملاءة بيضاء

في مستشفى

أو عصا مدرس الحساب،

سأكون شفافة،

مثل طرحة جدتي السوداء..

أعماقي ستلمع مثل إناء معدني،

رأسي تمتلئ بالرماد،

حين تنطفئ كل الأفكار،

التي صنعتها من الشمس..

أسناني التي مزقت الهواء،

تتراص مثل كلمات طيبة،

لم أذكرها يوما في قصيدتي،

لأنني لم أصدقها أبدا

فكل ما لا يجرح،

أو يحطم جدارا لا أعول عليه،

الكثيرون أغدقوا عليّ

بالكثير من الكلمات الطيبة،

غير أنها كانت سرعان،

ما تسقط عن جسدي،

مثل ثوب حريري مرتعش

العري الممتلئ بالحقيقة،

الجوع الذي أغلق فمي،

إلى أن صار نقطة داكنة،

الإضاءة الشاحبة،

التي حللت أعضائي

النوافذ التي هربتني في الليل،

إلى بداية العالم

لأراكم

وأنتم تصنعون الخراب،

لتقديمه وجبة طازجة للصباح

أزهار الطريق المنغلقة على ذاتها،

إلى درجة أنها لا ترى..

المجانين الذين يتلاشون في رقة المساء،

عين جدتي المغلقة…

من كل ذلك صنعت قصيدتي،

وصفوها بالزهرة السوداء

وهذا ما أسعدني،

غير أنهم سخروا من

نفسي القصير،

ونصحوني بتوسيع العالم

ارتديت ثوبًا فضفاضًا،

في جيوبه دسست الورود

فردت ذراعي على اتساعهما،

وأطلقت صوتي إلى أبعد نقطة

في الفراغ

تحدثتُ مع العابرين

فتحت الأبواب للغرباء

بناء على رغبة الأصدقاء

سلمتُ نفسي للحياة،

وحين وصلتُ إلى الذروة،

أصبحتُ ميتة بجدارة.