“الانسان كائن حي يسير على قدمين ، ناكر للجميل”
دوستويفسكي
“ما الانسان إلا كائن ينبغي التفوق عليه”
نيتشه
……
الانسان فوضى تسيلُ
على صورةِ اللهِ
مذُ ضجره أوَّل
إلى آخرِ ثمرةٍ
تحترقُ في الحقول
/
الانسان فرحُ الله الطفولي
وخطئيتهُ الفادحة
/
تطوَّر الانسان
إلى أن صار وحشا أخيرا
أسقطَ الله من عرشهِ
والتهم بأنيابَ ذكية
قلبَ الملكوت
/
ليس الانسانُ
كلمة الله
بل دمعتهُ
لا تسعها بحارٌ و كلمات
/
سقط الانسان
سقط كثيرا
ليصعد في صاروخٍ
يثقبُ المعنى
/
لن تنقذ الآلهة نفسها
من شرٍّ الانسانِ الماتعِ
حتى
وإن افتدت الكونَ
بأعناقها
/
أذبحُ نفسي
لأنتصر على موتِ انسانٍ
يمشي بين عالمينِ
خرابا
/
في زمن مضى
التحق الانسانُ
بسفينةِ طوفانٍ
حملها على كتفيهِ هزيلتينِ
ودفعها بأنفاسهِ حارةً
فلَّما كانت يابسةٌ
أحرقَ الجميع
أرضا
و
سماءً
/
يفيضُ دمٌ
لا يشربهُ
غير لسانِ الانسانِ
نهرا من حروبٍ
/
تشرقُ شمسٌ
لا تراها أرضٌ دائخة
تشرقُ دماءٌ أخرى
من جراحِ اللَّه
والانسانُ
طعنةٌ تزهرُ
من ضلوعِ الكونِ مكسورةً
/
لم يمتهن الانسانُ غير الذبح
والعالمُ مسلخٌ
فليساعدني اللهُ
أو الشيطان
لأنجو
بكلِمتي
/
كلُّ الكائناتِ
تعبرُ تحت الشمسِ
سوى الانسان
يصعدُ فوق شمسٍ و قمرٍ
ويذيبُ بغريزةِ وحشٍ خرافي
وجه الحياة
/
أيها المسيح الذبيح
يا موسى القوي
و يا محمد اليتيم
أنقذوني
من كرسيِّ الاعترافِ ، هذا
من كرسي جحيمٍ
تلتهمهُ نار الانسانِ ، لا غير
أنقذوني
من جوعِ عالمٍ
يلتهمُ أحشائي
من الرذيلة و الجشع
من الحقد و الطمع
من معسكراتِ اعتقالٍ
وطقوسِ تعذيبٍ
أنقذوني
من الانسان
يربو رأسا نووية
/
الضجرُ و ضُحاهُ ،القبوُ و سماهُ ، الليلُ و مداهُ
وأنتَ ، بلا إله أو انسان
تقشِّرُ عظامكَ
أيامُ الوجود
/
يتكئونَ على عمودِ إنارةٍ
وظلالهم
مشانقُ
تتمدَّدُ
في جثَّةِ ليلٍ
/
لا أُشعلُ مصباحا في واضحةِ نهارٍ ، وإنما أثقبُ عين شمسٍ ، شاحبا كليل و ماءٍ أنزلُ إلى أحشائي و أضيئها بصعقة الويسكي رخيصا ، و لا يوجدُ أحدٌ هناكَ ؛ في بطنِ سماءٍ أو في رحمِ أرضٍ
لا أثرَ لبشرٍ و آلهةٍ ، أسمنُ بجوعي ، وأتمرَّغُ في سديمٍ
وبدونِ نهايةٍ أغادرُ
بشريةٌ تنزعُ جلدي و تقرعُ في طبولِ حروبٍ
ثقوبي
أغادرُ ، لهبٌ يترقرقُ في قلبي
وأنفاسي
تدفعُ سجَّادة ريحٍ ، نحو
صلاةٍ أخيرة !
……….
…..