اجتزت قبوين
بقرميدهما وأحجارهما..
قدمي تتلمس في الظلام كل بلاطة تتعرفها
كي لا تزل، فأسقط في هاوية الأوحال..
وفي الصحو كما في الحلم
السابعة صباحاً بشارع السيارات المُكفّنة
أغطية كالحة من الدمّور والدَبَلان
تقي السيارات البردَ، وغبار الأيام..
الموظفون المستورون لا يستيقظون قبل الثامنة.
اشترى ” اللادا” ذات الصاج الروسي المتين
ليضعها في وجه الحياة.
لا تأمل العين في ذلك الشارع أكثر من “الثمانية والعشرين”
وذات “الفيورا” وما تيسر من “الآر” و”الرمسيس”
تفضحها هياكلها تحت الأغطية الرثة..
هنالك “فولكس” خنفساء فاقع لونها
تقبع عاريةً تحت الندى..
وفي الصحو كما في الحلم
احتلت السيارات الهوامش الجافة للطريق
السيارات تحت أكفانها
وليعبر الأهالي وضعوا أحجاراً بعرض الشارع تبرز من المياه
السابعة صباحاً
ومديرو العموم يغطون لا زالوا في نومهم
كنت أرفع أرجل بنطلوني بينما أعبر بحذر.
ابتل نصف حذائي الذي أجهدته تلميعاً
على الرصيف الآخر طفلةٌ صغيرة
في مريلة “تيل نادية”
مجرد طفلة صغيرة، لا أقول جميلة ولا فقيرة
ابتسمت لذهولي بحذري عما سواه
وكان السقوط رهيباً.