وأنا أودّعُـكِ أيّـتهـا الأميرةُ العتيقة
أشعرُ بارتباكٍ يغلّفٌ دماغي
يعتريني بطءٌ لذيذ
وأنا أعـقـدُ ثنايا سُـلّـمِ الماء
وأدقُّ زوارقَ النور
تلك تمائمي التي أُرقيكِ
جلُّ الماء والنور
وديعتي إليكِ
ريثما تدركينَ العودةَ والنجاة
وستُدركين.
**
أُوقِنُ بأنكِ لستِ البكماءَ ولا الضريرة
لكنّ الولاداتِ الـقيْـصريّةَ غالباً ما تتعثر
ليخرجَ إلينا أطفالٌ كالأقمار
تُنسينا وجوهُهم الدُريّةُ
كلَّ عذاباتِ الوِحام
وكلَّ الـنُّدوب وآثارَ الخياطة
وبقعَ الآلام ووخزاتِ الحُـقـن الـوريديّة.
**
والقياماتُ تـعـلو وتـهـبط
تفورُ وتسكُنُ مراتٍ ومراتٍ
قبل أن تـنْـبـلجَ عن ردهاتٍ من
الجـِنان والخيالِ والـقـصبِ والـحِـنـطـة
وتجلـوَ زنودَ الكادحين من الـعـرَق والتراب
وتنفضَ عن تجاعيد وجوهِهم أدخنةَ الانتظارِ
وعوادمَ حــافلاتِ الـنقـل
وتعطيَهم نعالاً جديدةً بدلاً من تلك المهترئة
وتطهّرَ أكبادَهم ودماءهم من الفيروس اللعين.
**
سأحتفي بحلُمي على عنُقكِ
وأرتعُ في وسائد الغبطةِ
ونـنـتـشـي معاً ولو بِـنـبيـذٍ رخيص
بقدر ما تحملينَ من قمحٍ وماء
وبقدر ما تُـنـبـتـيـنَ من أرحامٍ ولغة
بقدر ما تُزهرُ فـي نِـيـلِــكِ الـنّـبِـيـّات.
..