سبحانك أيها الظلام/ زكية المرموق

 

في البدء

كان العراء

فمن أين جاءت فكرة السقف

كان النسيان

ولكي يتذكر

قال

أنا القلم

لكنه حينما كتب بالسكين

أكل تاريخه

فتحول إلى ممحاة

حتى جاء شاعر من أقصى الصحراء

متذرعا بالفوضى

جلس على الكرسي بثبات

وقال أنا اللغة

ثم ذهب إلى البحر

يحمل الوزن على كتفه

حتى أصابه الدوار

وابتعد عنه الغاوون

حينها خرج إلى الشوارع

هاربا من أشباهه الاربعين

فأهداه النثر الكأس

والدالية

من يومها وهو يربي الخيول في سريره

ويقنع الزوارق بمتعة التحليق

ومرة قال

أنا الطين

لكنه قضى العمر يغتسل من أثره

على الجسد

حتى تحجر في رأسه

وتحول إلى حصى

وحينما قال أنا الطريق

نفته القوافل

حتى شرده الحنين

قال أنا الطريقة

فتحول إلى رحى

لاتفرق بين الأخضر واليابس

حتى انفض حوله المريدون

 قال أنا الضوء

فطرده الغد من طاولته

وتحول إلى ذيل

من يومها وهو يركض خلفه

فما الدليل على وجودي

أيتها السماء

تساءل في حيرته

ثم لماذا

كيف

من أين

 وإلى أين… ؟

فغضب الرب منه كثيرا

وأرسل الرعود

 البروق

والأعاصير

وأمر الأرض أن تقلب أسفلها

على أعلاها

لاجبال

لا سهول

لابحار

 ولايابسة

لازمان

 ولا مكان

محض كهوف

وعجلات ضخمة تدوس  كل حي

وتدوس  كل جماد

وحينما عادت الأمور إلى نصابها

بعد سبعة أيام

وسبع ليال

قتلت النصوص ساردها

أيها الأعمى ،

الجاحد،

العاصي،

المغفل

الخطاء،

دينك ضياعك

ما أنت دون عكاز

العكاز فنار

الفنار جواب لا سؤال

وحينما عجز عن تفسير العالم

بالمنطق

التجأ إلى الأساطير

فكبرت الغابة في رأسه

وأصبح الصياد والطريدة معا

يخاف مما لايرى

يخاف مما لايسمع

حتى أصابه الهوس

حين علم أن لاشيء سيتغير

أكل عينيه

وعاد من حيث أتى

سبحانك أيها الظلام…