ساق خشبية أخرى/ سلام حلوم  

الشجر

المتسامق، يحاول حلماً، أن يصل ربّه

الحامل على ظهره الأخضر طوال الفاكهة،

غير آبهٍ لصرعة الحفيف، ولا لعناد النحل،

ولا لمجاهيل الفضاء الجهم،

الماسك بأصابعه لبَّ الأرض،

الكريم حتى على الفأس،

المغضّن كوجه جَد

نسّاج قميص الغابات

الطارح

الوارف

الواهب الرئات هذا الفرْق الجليل

بينها وبين الإسفنج

أنتَ،

ما طِلتَ كي يقيلَ تحتكَ منشارٌ، ولا ثعالبُ متخماتٌ،

أنتَ لم تتنوّع كي يُنجِّروا من ذكر السرو خوازيق،

والأوتادَ للريحِ،

أو يؤثّثوا بريعانك ممالكَ من رملٍ

أنتَ،

الوحيدُ، يدوِّرُ تاريخه فيه،

الوحيدُ يتنازلُ عن لحائه دونما خرفٍ

ويقطع عارياً هذه اليابسة،

الوحيدُ

الواقفُ فينا

ها إنكَ تمضي،

لا أكثر من قاماتٍ لخشبين،

لا أكثر من حطّاب لهذا الهواء،

لا أكثر من أعرجَ،منخوراً بنمل العزلة،

فما وهبتكَ وافياتُ الحور

ساقاً خشبية أخرى، لتنقذ أحفادكَ

 من براثن الفحم.

من (يسمّونه عندنا )