وفي نفسي وقعتُ
فَارِغًا
مِنْ كُل هَوى
يَمُوتُ
مَنْ وَقَعَ فِي غَيْرِ طِينِهِ
وسَكن النُّفُوس المُجَاوِرَة
مُنْتَشِيًا بِقصصٍ حَمْرَاء
كالشَّهواتِ تَمْتصُّ مِنْهُ البَياض
وَتَسْطُو على يَاقُوتِهِ النَّائم
في عُمْق المَاءْ
ألا تَبَّتْ نَفْسٌ
لم تَقعْ في نَفِيسِهَا
ولم تَملأْ القِنديلينِ بوجهها المُتفَتِّحِ في المَاءِ المُرْتعشْ
فَهَلْ أَنَّ نفسَ النفس، لا تُطرب
أَمْ ابتلاءُ المَرءِ، أَدْماهُ الوقوع في غير نفسه
مَنْ وَقَعَ في غيره
كَمَنْ تَهَاوَى
مِن الثُّرَيَّا في ليلٍ غاسقٍ
ومَنْ أَدْركَ في عناصِرِهِ الحُلولَ
كَمَثَلِ من قَطفَ النُّجوم عنْدَ قَرْنِ الشَّمْسِ
وَقَدَّ عَرْشًا بِخَاتِمِ المَلِكِ
قليلاً، جَرَّبْتُ الوُقوعَ زَمَنًا
ظَنَنْتُ فِي الجِنان النّسيانُ
وفِي التنزه الاغتسالُ
وأنَّ ذَهابَ النفسِ طويلاً عَنْ هَوَاها
فتحٌ
أرى فيه
ما ينقصُ الطِّفْل ليكون مُريدا
وآدم كي يُسمّى بطلا في الخلق
يَا أَيَّتُهَا النَّفْس
بَيْتِي أَنْتِ
وسَريرِي
وثوبُ نوْمي الشَّفاف
فِيكِ يَرْقُدُ السُّوء
وفِيكِ أَعَدُّ بأصابع كل الخلق، خطايا السابقين
كأنك امْرأة
وكُلُّنَا رجالٌ نسكنك فرادى
نَلْقَاكِ وِسْعًا
وَسَكَنًا عَبِقا بالعنبر
وبدخانٍ مُعطَّرٍ ببخورِ القُدَامَى.
حين تَسْتَفْرِدِينَ بِي
تَكْبُرُ وِحْدَتِي إلى أَنْ أُصْبِح صغيرة
وأشْعُرُ أنَّ جُنُونِي لاَ يُضَاهِيك
فِي هيكلكِ الزِّئْبقِي
يَعُودُ الدِّفء
إلى قطراتِ الشَّمعِ العاطفية،
وَحْدُهَا الشَّمعةُ ذات الهوى الشرقي أكثرُ منّي ذوبانًا
كلُّ الواقعينَ في أنصافهم المتوهِّمة
ناقِصُونَ هَوى.
قلوبهم مشرئبّةٌ للعشقِ
يُبدِّدونَ الحين
وروعة الانْصِراف إلى حمَّالةِ الماءِ
في تَفْتِيتِ تَصَوّفٍ
يَضيقُ على فُؤادٍ يَنْبِضُ بِأكْثَرِ مِنْ صُورة
فَمَنْ ذَا التِّي تَشفَعُ لنفسها غيرُ نفسها
وَمَنْ ذا الذِّي يَسْتبْدلُ
وقوعًا بتهشم
أُقْسمُ أَنِّي لَنْ أرومَ غيري متّسعا
وَعْدُ نفسٍ
وعتْ بِلادها الشَّاسعة
وَفُصولها اللاّمتناهية
ولَذَّة يُشْبِهُ عنبها ثَدْيًا مَرْمَرِيّا
سَقَطَ فِي نشوةِ أُنثى
أَعُودُ إليَّ
مُتيّمة
أَلُوذُ بالمعنَى في ليلٍ ساطعِ اليقين
ضَفائِرُهُ تُشبهُ المَدَى.
أَنْتشِي بِعناقِ البعض لبعضه
وصلاة كلّي لكوكبي
وأحفرني بئرا عميقة
الارْتِواءُ منها، كعينين من زمرد
قُلْ لِي كَلاَمًا
أصيل الخيول
تَطِيرُ بعد اندلاقه
أسرابُ الحمام
قُُطْنًا مَزْهوّا بالملائكة
قُلْ لي كلامًا
يُفتّتني فصوصًا
وَيُرتّب لي هيئةً أنيقة
مِنْ مجازٍ ورمْزٍ وحكم
وماء غزيرٍ يثيرُ أطرافِي
ويَرْمِي بأقواسي
الدّالة على اخْضراري
رُمْحًا في جسدٍ متقشّف
قُلْ لي كلامًا
يزيد في إعْجازي
ويفْصِلُ بيني وبيني
بسحرٍ سندسي كالمقام
طافحَ النشوة كالذكر المُؤنِّث
قُلْ لي كلامًا
قليل الحُزن
لأستطيع التّنفس
كَلاَمًا تَتَوَضَّأُ فِي أنْهاره ذاتُ المقدّسِ
كَلاَمًا لا ينامُ خالقُه
مِثْلَمَا
أنامْ.