الوطن غال يا “هناء”
ما من شعور يفرط أرواحنا
بين يديه كحبات البرد
كشعور بيوم
يبكي فيه الوطن
ويصطنع ضحكته..
لاشيء يهدأ حولي
لا الحرب ولا الحب؛
لا هذيان الحياة
ولا خطوات الموت ..
تغير العالم كثيرا يا”هناء ”
لا أحد يلتفت لصوت الفقد
وهذا يخيفني ..
يصرون أن كل شيء على ما يرام
لكن قلوبنا لاتصدق..
مضى وقت طويل يا” هناء”
لم نزر بيت جدنا
حاولت إيقاظك طويلا
وعيناك تستبقان الزمن
أتذكرين فطائر جدتنا الدسمة
والجلوس فوق الحصير
أمام أشجار الكافور واللارنج
وكرمة العنب ..
أتذكرين صمت جدتي يوم
أطعمنا القط والدجاجات
السمك والخبز ..
لا أجمل من امرأة يا” هناء “
حرة كوميض اﻷنهار
تقف على وجه الماء
تحلم بتعويذة تنقلها
من خراب اﻷرض.
تعجن “خبز ” أنفاسها
على حجر الصباح
على مقربة من الصدأ
واﻷكفان وعوادم اﻷرواح
وغربة الهواء
وانفجارات الليل ..
أحاول كثيرا ألا تشطرني
اﻷيام يا هناء بوجوه من أحببتهم؛
أن أظل كفيء ريحان يانع
فوق السطر..
ألا تمشي عناكب الكهان
على ظهري؛
لكنهم يعودون يا هناء
إلى بلادنا
يعودون دائما؛
يعودون
ويتكاثرون ..
..