ثلاث قصائد: جاك بريفير | ترجمة: محمد عيد إبراهيم

(مصارعة الملاك)

*

ابتعدْ عنهُ

كلّ شيءٍ ثابتٌ سلفاً

المباراةُ ملفّقةٌ

وحينَ يظهرُ في الحلبةِ

محاطاً بأنوارٍ ساطعةٍ

سيرتّلون صاخبينَ نحمدكَ يا ربّ

وقبل أن تنطلقَ من زاويتكَ

سيجلجلون من أجلكَ بالجرَسِ

سيلقون بالمِمسَحةِ المقدّسةِ

في وجهكَ

ولن تملكَ وقتاً لتطيرَ برِياشهِ

فسيغطّون أسفلها بالثلجِ

وسيضربكَ من تحتِ الحِزامِ

وستأخذُ في العَدّ

تمتدُّ ذراعاكَ بغباءٍ على هيئةِ صليبٍ

في نشارةِ الخشبِ

ولن تقدرَ من بعدُ على لعبةِ الحبِّ.

………………

(خطاب عن السلام)

*

قُربَ آخرةِ خطابٍ هامٍ للغايةِ

يتعثّر رجلُ الدولةِ العظيمُ

في عبارةٍ بديعةٍ جوفاءَ

تسقطُ عليهِ

ثم تنحلّ في شِدقٍ مشدوهٍ

لاهثٍ

يَبِينُ عن أسنانهِ

وقد تسوّسَت من برهانهِ المسالمِ

كاشفاً عَصبَ الحربِ

مشكلةَ الفلوسِ اللطيفةَ.

……………….

(أنا كما أنا)

*

أنا كما أنا

ابتدعتُ هذه الطريقةَ

أُحسّ أني سأضحكُ

فأنفجرُ للتوّ

أحبّ من يُحبني

هذا خطئي على الأخصّ

إن لم يكُن هو نفسهُ

أحبّ كلّ مرةٍ

أنا كما أنا

ابتدعتُ هذه الطريقةَ

ماذا تتوقّعُ أيضاً

ماذا تتوقّعُ مني

ابتدعتُ أن أُسعدَ

وليسَ لي أن أتغيّرَ

كعباي عاليان

ظهري مَطويٌّ

ثدياي قاسيان

عيناي مدوّرتان

وفوقَ هذا

ماذا أعني لك

أنا كما أنا

أُسعدُ من أُسعدُ

ماذا أعني لك

ماذا جرى لي

نعم أحببتهُ

نعم أحبني أحدٌ

كالصغارِ معَ بعضِهم بعضاً

بوعيٍ بسيطٍ يحبون

الحبّ، الحبّ…

فلماذا تسألني

إني هنا لأُسعدكَ

وليس لي أن أتغيّرَ.