توابيت تسافر دون وجهة/ سما خفاجي

في المساء أطفىء الأضواء

أشعل شمعتين أو أصابعي أحيانا، 

تنساب مني الأرواح الهائمة.

الشوارع تمتليء بالقطط  الثكالى .. الكلاب التي تعاف البشر.

ماذا يجب أن نفعل هذا الليل؟ هل نتجول في المدينة؟ نمارس القتل كتسلية متخيلة؟ نشعل النيران في الشوارع ؟

 العفونة تملأ المدينة ، جماجم ملأى بالثقوب تملأها الأكاذيب والرياح ،

الموتى يمارسون طقوسهم البائدة،

يصنفون الناس ويمنحون الصكوك،

يستعرضون عطنهم والعفن.

لابد من حرائق شاسعة، فيضانات غامرة لتنظيف المدينة من قبورها

يا حبي الوحيد كل شيء يتلاشى هنا ،

لا شىء له معنى .. لا الحياة ولا الموت.

لا حكمة، لا حراس لمذابح الملك،

الروح تضل والوادي الخصيب امتلأ بالنخاسين بائعي الغد

النيل  لم يعد يفيض…

 فوق الطرق المحترقة توابيت تسافر دون وجهة..

مدينة نبتت على جثث أحلام الضائعين من قراهم،

المدن الحزينة دوما، حزن يشبه وجوها مهدمة،

ملامحها الضبابية تشبه بنايات منهارة  …

أشباحا حزينة جدا تتجول مع الكلاب والليل.

والمدينة لم تزل .. تقيم احتفالها

بجنائز الرحيل.