تلك البلاد مقبرة/ عادل العدوي
أكرهُ الوصولَ للنهايةِ
ليس ثمَّة شيءٌ يمكن أنْ أفعله
الشوارعُ تلتهم قدمي
والأشجار تبتلع ظلالَها
تلك البلاد
لا تمنحني لذةَ البقاء
ولا الاحتفاظُ بزهرةٍ غمزت لي في غفلةِ الرحيل
أحمل حقيبتي
وتذكرةً مفتوحةَ الأجل
لمدنٍ لا أعرفها
دائما تخيب حسبتي مع النجوم
ومتاهةِ الكواكب
حيث “الزهرة” يؤلف حكاية مع “المشترى” لإعداد وجبةٍ فاسدةٍ
هاتان العينان حفرتان
في إحداهما أدفنُ الألمَ
وفي الأخرى شغفٌ
قلبُ الحبيبةِ مُعتقَلٌ
الكلماتُ معقودةٌ على طرفِ لساني
المعاني تشتجر في صدري
ما فائدةُ الشعرِ إذن
القصائدُ التي ربيتها هنا
تنظر إليَّ بإشفاقٍ
وانتِ ترحلينَ
تاركةً العالم وراءكِ
وتقولُ: كم أنتَ مسكينٌ
وقاسٍ
أما كان بمقدورِكَ أن تغلقَ عليها المعابرَ إلى الأبد
تقبرها في قلبِكَ
وتقبر روحكَ في قلبِها
كلُّ العشاقِ في التاريخ ارتكبوا جريمةَ الفراقِ
لكنك لا تدركُ جغرافيا الشتات
ساذجٌ
غِرٌّ
ولا تدري أيها الأحمق
أنَّ
تلك البلادَ مقبرةٌ.
مرتبط
2023-05-29