بنايات قديمة/ أحمد أنيس  

‎لي ولعٌ بالبنايات القديمة

‎تشبهني وأشبهها

‎كلانا أيلٌ للسقوط

‎كلانا لم يعد يصلح لما بعد الحداثة

‎لدينا مزاجٌ كلاسيكي واحد

‎تخرج الفئران منها ليلاً لتعبث برأسي

‎نحمل نفس الصور بعلاماتٍ سوداء

‎نحب الليل ونكره الغرباء

‎نسهر مع من يدعون كذباً بأنهم رحلوا

‎نعرف أين بقوا نراهم كل ليلة

‎لكني صرت الأن أخشي من سقوطي قبلها

‎لا دابةً في الأرض تأكل منسأتي

‎لا أشبه سليمان أصلا

‎أوتيت ملكاً أقل كثيراً

‎ولم يتلُ أبي المزامير

‎واكتفي بصوت فيروز

‎وبعض تجاويد المنشاوي

‎لسليمان الريح

‎ولي أنا عصفٌ بروحي

‎ولم أسخر غير قلبي

‎دربته علي كره القصور

‎علمته حب أشياء بسيطة

‎بحثت عن جدوي الحكاية

‎ذهبت إلي أقصي اليمين

‎رجعت من أقصي الشمال

‎مللت من تعب الوقوف علي الهوامش

‎مللت من رعب السقوط

‎لا لستُ كسليمان

‎ولا دابةً في الأرض تأكل منسأتي

‎لذا حاولت أن أترك فقط ما يدلكم علي موتي .