بعد الرسائل وردٌ متسلّقٌ على كتفِ الشوق يقدّح في كفّيك, لا لسببٍ, إلّا لأنّك أنتَ.
هل تعلمُ كم مشيتُ حافيةً في بساتين الليل مؤرقةً بزهرٍ يموتُ وزهرٍ يولدُ مشوّهاً ؟ كان يكفي أن أضع البذرة على ضلعكَ لتنبتَ أنتَ, أو أنا, أو غابةٌ أو سربٌ من طيور الشعر, وكان يكفي أن أفتح أصابعي كي تطير ملكةُ نحلٍ مغمسةً بالرحيقِ وتحلّق مثل كلمة…
الكلمة!
الكلمةُ نحلة؟!
خذ كلمة شاعرة: أحبّكَ.
بعد الكلمةِ يمكنُ أن نلعبَ ” بيت بيوت”, يمكن أن تكونَ أنتَ بيتَ الموسيقا أو بيتَ الورد أو بيتَ القلب أو بيت الفرح وأكون أنا النوافذ والأبواب والنسمة والشمس والحبّ أجمعين, وفي المفردِ أن أكون أنا أنتَ وتكون أنتَ كلّ كلمة.
كم هي حمقاء, الكلمة
الكلمةُ التي تريدك, التي تحبّك, التي تشتهيك, التي تحوّل نفسها إلى نحلةٍ وأزيزٍ وإلى وردةٍ وقبلة, التي تطير وترقصُ وتضحكُ وتهديكَ نصف العالم كبرتقالةٍ وتحتفظُ بنصف الفراديس لكَ.
أليس النصف بالنصفِ عادلاً في الموتِ حبّاً؟!
من يهمّه العدلُ؟ يهمنّي أن تطعم نحلاتي بأصابعكَ, وأن تهبّ مفزوعاً في عمق الليل كي تعيدَ كلماتي السائرةَ في نومها قبل أن يخطفها البرد.
خذ كلمتي أنا: أحبّكَ.