العائدون من الموت/ رضا أحمد
ستغادر حلقة الوقت النارية
خلال لقطة جديرة بحفظها في أرشيف الغروب
منصتا إلى تصفيق العقارب
عليك الابتسام
تضميد وجهك بشباك العناكب
والاعتماد على أن تجلب إلى حظك قاتلا
لا بقايا رماد.
تقف خلف بندقيتك
حيث الحديث هناك آمن
ولديك فرص شاغرة لتثب عليها
وتطارد الجائعين
خلف أجمة الطحين
والطيور الكواسر.
كن متساهلا مع الموت
الدقيقة الإلزامية بين ضغطك على الزناد
وتمريرك لكنة غامضة إلى العالم الآخر
كافية جدا
بقدر ما تستحق أمراة
اصطحابك في جولة طويلة خارج عينيك.
سواك
يملك الشجاعة ليفسد وجبة حارة
على معدة قاحلة،
يغطي أنيابه بعض الوقت بالذباب
ويقبض على صوته جافا
أمام راية ممزقة
متحاشيا خشونة أظافر ضحاياه.
سواك
يجلب الشموع من الأضرحة،
يقيم معبدا لعمود إضاءة
وجده يعمل وحيدا في شارع ناء
ويزعج رتابة سكين حاد
يجرب أن يكون قشة تعبر بغريق
على مضض
إلى ضفة الموتى.
سواك
يعبئ جيوبه بالأماني الرطبة من النوافير،
يتحسس ذقنه النابت حديثا،
يسوق ظله فوق مسيرة نمل راقصة
تشيع جنازة صرصور أرمل
ويبني محطات إضافية داخل نفق مسدود
ليحتفي اليائسون بالجذوة الأخيرة
لفتيل الديناميت.
سواك
يضع الماء والعظام لأفكاره الصغيرة
تنمو هادئة داخل صناديق مغلقة
لا تصلح للاختلاء بالشمس
والنباح بالخارج
ويتمشى عاريا أمام الشباك المقابل لقطار
اعتقد في صفارته المتقطعة
نداء أعجاب
العائدين من الموت.
سواك ينتظر قليلا
حتى يعبر الخيط سليما خارج الثقب،
يقترح اسم آخر أحفاده
المدانين بالصراخ
قبل أن يمسك الخوف بأذن قلبه
ويفتش في دمائه عن مخرج.
مرتبط
2023-05-27