“وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ، قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِين”..1
وكان الذئبُ يدورُ حولَهم
هازَّاً ذيلَه وأذنيه
وكأنَّه يعطي الحكايةَ وجاهةَ الَّذين لا يندمون على أفعالِهم
الذئبُ سمسارُ الحكاية
وقد أهملناه بعد أن عمَّمنا قميصَ يوسفَ بأحجامٍ مختلفة
من S إلى L إلى XL إلى 3X
ليتسعَ القميصُ حين شرائِه مع قصيدةٍ
للأوهامِ وقد أدنيناها من أنوفِنا
ربما نشمُّ ما سيشمُّه يعقوب
حين يفقدُ بصرَه من البكاء
حتى أنَّ شاعراً حداثياً سيقول
إنِّي لأجدُ ريحَ يوسفَ في محلات ZARA و H&M
وفي شراءِ قميصِه أونلاين حين يتكفَّلُ الذكاءُ الاصطناعي
بكتابةِ الشِّعرِ وخياطةِ قمصانٍ
تليقُ بنظرةِ امرأةٍ إلى رجلٍ تشتهيه
وسيكونُ الذئبُ مطبوعاً على القميص
كعلامةٍ لا تخطئُها العينُ لـ BRAND عزيزِ المنال
وكما أخبرتكم
الذئبُ هو سمسارُ الحكايةِ ويؤرقُ الشُّعراء
في كذبِهم طويلِ الأمد
وقد نسوا قصائدَهم كما ينسونها دائماً
في غرفِ القياس
أو ينسبون للذئبِ كما نسبَ إليه إخوةُ يوسف
شرورَ أحلامِهم
وما كانت امرأةٌ ستأخذُ شاعراً في حضنِها
إلَّا بالعلامةِ الكبرى على موتِه
أو الذئبُ كالعادة
يأخذُ المرأةَ بين فكَّيه ويركضُ هارباً
أو يفعلُ الشاعرُ ما يفعلُه دائماً
حين يقتلُ امرأةً في قصيدتِه
ثم يتهمُ الذئبَ ويركضُ هارباً.
………
1ـ الآيات 16 ـ 17 سورة يوسف.