أخبريني.. وأنتِ تحتَ الماءِ تغتسلين.. إنْ كانت الموسيقى التي أرسلتها لتدليك جسدكِ.. دافئة؟
أخبريني إنْ كانت الموسيقى ناعمةً في التفافها على بشْرتِك…
وإنْ كانت في مرورها على سرَّتك.. تنفخ ناياً ليقظةِ الوجد…
كنتِ تركضينَ على حافةِ روحي.. كأنما تسابقين نهراً في انطلاقهِ إلى إغاثةِ صحراءٍ أسقطها الله في فؤادي.
إنه شاسعٌ إلى حدِّ أنَّ أوركسترا كاملةً من ذئابٍ تقيم فيه، وتعزفُ في الليل على حدقاتٍ تقلبُ جمرَ شوقها إلى الجنون.
كنتُ أحملُ البيانولا وأعزف تحت نافذتك لحناً مجلوباً من صندوقِ موسيقى يرش الأزقةَ والقصائد، والآن لا أعرف إنْ كانت وظيفة الـ DG.. كافية.. لأرشَّ جسدك بموسيقى صاخبة حتى تخرجي من الحانة مغمورةً بعريك.
لقد تغير الزمن.. وإنْ لم يتغير نهدكِ في سباحته تحت شفاهي التي تواقع النهد ليلاً.. وفي الصباح تسبُّ أنوثته، إنه انفصامُ وجهي الذي لم يتعلم الأدب كي يحفظ مودتنا في الجنة.. أيتها المرأة التي غامرت بعذريتها كي تفض بكارتي.
لم يكن في الجنة موسيقى كما تعلمين.. كان فيها أنْ نغطي عرينا حتى تكف الملائكة عن الضحك، وحين هبطنا إلى الأرض.. أحببتك عارية.. ثم غطيتك بالقوانين.. ملكيةً خالصةً لسوءِ أدبي.
سوف تسامحيني.. أعرف.. لكنني لن أتمكن من إعادةِ الزمن إلى الوراء، إلا في حلمٍ تكون فيه المرأة.. مستقبلَ العالم.. كما قال أراجون.. هذا الرجل الذي أحبَّ (إلسا) وأهداها كتاباً، مازلتُ أبحثُ عنه في عيون رجالٍ حالمين.
..