أمنياتي الأخيرة/ صلاح فائق
تجنب شاعراً آخرَ فيك
يمزقُ , ليلاً , قمصان خادمة
يرفسُ الهواء وهو على السرير ,
يحملُ ماءً , بعد كلّ ظهيرة , إلى أعشاش نسور
سامعاً فحيحَ ثعابين عطشى
*
ما أمنياتي الأخيرة ؟
نهاية العداء بين ألأمم
أن لا أصادفَ متظاهرينَ ليلاً من حملةِ مشاعل ,
مساكنُ للجميع ومدارس
ليس هناك سجنٌ في أية مدينة ,
خيولٌ حرةٌ في الحقولِ , الضواحي
تشجير الجبال , تنظيف المحيطات
استقبال الحيتان , الدلافين , بباقات زهر
الكهرباء بالطاقة المائية فقط
إلغاء الضرائب , بطاقات السفر مجاناً بالسفن , القطارات والطائرات
لا مواد كيمياوية في المزارع , المراعي
مياه شربنا من الينابيع ,
احترام الرغبة , اعتبار الحب معجزة الحياة
دفن مؤسسة الزواج , إلغاء المال , تناول الطعامِ بلا مقابل
النبيذ أيضا , كذا الرحلات الى المجرات
هذه من أمنياتي الأخيرة
*
في مطبخي إسعافاتٌ أولية
إذا احتاجها كلبي أو احد الجيران
هكذا فكرتُ حين اشتريتها .
مضت سنواتٌ منذ ذلك اليوم
لم يغرق أحدٌ ,
أو أصيبَ بائعٌ بضربة شمس ,
لم يتألم أحد أصدقائي من آلام معدة
أو من كسرِ في ظهرِ ضيفٍ :
سأحملها غداً , متبرعاً ,
إلى مستشفى للاعتناء بالحيوانات
*
أصابعي ترتجفُ بسببِ أوهامٍ كثيرة
ينصحني فراغٌ يحيطني أن أتوارى عنها ,
وأتشبثَ بحلمٍ عن نهارٍ جميل
وبقنينة حليبٍ أزرق من امرأةٍ مجهولة .
مرتبط
2023-05-28