أحببت نحّاتا/ جيهان عمر

 

 

 

في السابعة عشرة من عمري
أحببت نحاتا
إذ ماذا تريد مراهقة
سوى أن تشاهد لحظة الخلق
أتأمل المادة الأولى
أشتٓم رائحة الطين
منهمكا في تصغير الأنف
بارعا في إبراز عظْمته.

قرأت بجماليون
واتهمته بصنع صنمه الخاص
وحين تأخر في الانتهاء من التمثال
الذي سيوضع في مدخل الأكاديمية
سمعت شيخا في طريقي
فأخبرته أن الروح لن تدب أبدا
في عيون نسائه.

في الثامنة عشرة من عمري
كانت ليلة الافتتاح
حين أزالوا الستار عن التمثال
كشف عن وجهه الحقيقي
التمثال شارد الذهن
بمشاعر غريبة عند الجبهة
لم يستطع أن يجعله مبتسما
عوضا عن ذلك ابتسم للكاميرات
مثل خالق نحيف يفكر..

انتهزت الفرصة التي أتاحها الصخب
وانسحبت
كان الوقت ملائما
للتوقف عن الحب.